بناء الشخصية في التعليم الإبتدائي

Abstract

يشير مفهوم بناء الشخصية في التعليم الإبتدائي وفي الوقت الذي تظهر فيه عوامل العولمة ودفعها القوي نحو ثقافة عالمية مشتركة أمر لا مناص منه فإن الحاجة إلى خصوصية الثقافة أو الثقافة الذاتية مع الوعي بوجود ثقافة عالمية معينة يترجم كل منهما في منهج تربوي مدروس ومنظم في مدرسة منظمة يتأكد يوما بعد الآخر، ذلك أن الإدراك لهاتين الثقافتين هو الذي يغني ثقافة الإنسان ويعمل على ازدهار شخصـيته واتساقها كما يزيد من إبداع الفرد وارتباطه بالعالم وإيقاعه السريع، وبالتالي تنمو وتزدهر الحضارة والثقافة في القرية العالمية بشكل متوازن يعبر فيه الإنسان عن ذاتيته من خلال ثقافته الخاصة ويتفاعل ويتعاون مع الآخرين من خلال الثقافة العالمية لينشأ الإحـترام الكـامـل لـلذّات واحترام الآخر. ويهدف هذا البحث لمعرفة مفهوم الشخصية ومكوناتها والعوامل المؤثرة في الشخصية، وكذلك معرفة أهمية المدرسة في التعليم الإبتدائي، ومعرفة العلاقة بين المدرسة والمنزل في التعليم الإبتدائي، ثم التوصل إلى بعض النتائج والتوصيات التي من شأنها المساهمة في بناء الشخصية المنشودة في التعليم الإبتدائي. كما نستنتج في هذا البحث أنه يجب أن لا يقتصر التعليم على تزويد الطفل بالمهارات الأساسية في القـراءة والكتابة والتعبير فحسب، بل يجب أن ينمي فيه الإنسان المتكامل الشخصية عن طريق غرس القيم الأخلاقية، وتعليم الفضائل قبل المعارف، لأن المعرفة من غيـر أخـلاق تشكل خطراً على صاحبها، كما تعتبر المدرسة ذات دور فعال في التأثير على تكوين الفرد تكوينـاً نفسـيّا واجتماعيّا سليماً، فكلما كانت الأهداف التربوية واضحة سليمة في هذه المرحلة زادت فاعلية المؤثرات التي تشكل نمو شخصية الطالب بصفة عامة وتوافقه بصفة خاصة، وكما أن دور المدرسة يأتي بعد دور الأسرة في تنمية الخلق فهنـا تعمـل المدرسـة بوسائلها المختلفة على تخلص الطالب من رغبته في التمركز حول ذاته إلـى أهميـة تكوين العلاقات مع الأقران. وعلى جميع العاملين بالمؤسسة المدرسية من هيئـة إداريـة وتعليمية وفنية أن يعملوا على غرس المبادئ والقيم السـلوكية الايجابيـة ومحاربـة السلوك غير السوي أو علاجه.